التضخم النقدي بالمعنى الاقتصادي هو ضعف القوة الشرائية للعملة, والحقيقة ان مفهوم التضخم امر شائك وهاجس كبير ومقلق لجميع المستثمرين .. وخصوصا ان اكثر المتضررين من ذلك هم إخواننا الذين تقتصر نفقاتهم على دخولاً ثابتة فقط ( موظفو الحكومة وأصحاب المعاشات)، فهم لاشك يعانون ضغوطاً اقتصادية هائلة, لأن التضخم يعني نقصا فعليا في قيمة أموالنا وهو مرض اقتصادي خطير أصاب ويصيب معظم اقتصاديات دول العالم بما فيها الغنية والمتقدمة بأحجام وأضرار متفاوتة.
البعض منا قد لايعير هذا الامر اهتماما بالغا.. ولكن كون ان هذا الجانب يمس عنصر هاما في حياتنا المادية .. لذا رغبت ان انبه اخواني المستثمرين الكرام الى اهمية إعادة وضعه بعين الاعتبار في مفكرتنا اليومية .
إن إرتفاع الأسعار في السلع بصفة عامة تتناسب عكسيا مع القيمة النقدية .. فكلما ارتفعت الأسعار كلما ضعفت القيمة النقدية .. والواقع الذي تعيشه اغلب المجتمعات هو الارتفاع النسبي للأسعار عاما بعد عام ... لقد أصبحت معظم السلع الضرورية والكمالية تستهلك منا عملة نقدية مضاعفة عما كان عليه في الأعوام السابقة.. وهذا بحد ذاته أمر خطير يؤدى إلى رفع مستوى الفقر في الدول التي لاتعمل جاهدة على حفظ وتوازن أسعارها . وخصوصا في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية والتي من اهمها اسعار النفط.. على الرغم من انها ليست المحرك الوحيد والحقيقي للتضخم.
كيف نتنبه؟
المستثمر الذي ربط أمواله لفترة طويلة بعائد يراه من وجهة نظره انه مقبولا لديه وقت بداية الاستثمار، أصبح خاسرا، ليس بسبب سوء اختياره لقناة الاستثمار، بل لأن عاملا آخر وهو التضخم قد قضى على قدر كبير من قيمة استثماره. وخصوصا إذا كان هذا العائد ضعيف او لايمثل القيمة الحقيقة المثلى لحجم رأس المال المستثمر .. هذه حقيقة يجب الانتباه لها جيدا ..
والتضخم المقبول والمعقول قد لا يتجاوز نصفا في المائة أو واحدا في المائة في العام، عندما يكون الوضع الاقتصادي للبلد سليما وصحيحا. علما بأن تضخما في حدود 1-2% لا يمكن اعتباره نذير سوء، ولكن في حالة تجاوز معدل التضخم لهذا المعدل فإن هذا يعني وجود خلل اقتصادي كبير. ففي آخر نشرة للرابطة الأمريكية لاقتصاد الأعمال قدرت نسبة التضخم المتوقعة لعام 2004 بنسبة 2.5 وإذا صحت هذه التقديرات فستشكل قفزة كبيرة من النسبة المسجلة عام 2003 والتي وصلت إلى 1.9 وستكون الأعلى منذ الرقم القياسي الذي سجل عام 2000 وكان 3.4 بالمائة.
علاج التضخم:
الجانب الاول
تعمل الدول ذات الاقتصاد الحر والقوي على متابعة مؤشرات الأسعار لمعرفة التضخم ومقداره ومنشئه، ومن هنا يبدأ العلاج. وتتخذ الدول الرأسمالية معدل الفائدة وسيلة للحد من التضخم، فتتعامل بمعدل الفائدة بالزيادة أو النقصان لكي تعالج التضخم، فعندما يكون هناك علامات تضخم بدأت في الظهور، فإن البنك المركزي يعمل على زيادة نسبة الفائدة، والحكمة من ذلك هو الرغبة في سحب الأموال من السوق وتوجيهها إلى عملية توفير أو استثمار، فعندما تكون أسعار الفائدة عالية فإن الإغراء في الاستثمار سيرتفع لكبر الفائدة العائدة على المستثمر. عموما لابد من الاخذ في عين الاعتبار ردود أفعال السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية.
الجانب الثاني:
على النطاق المحلي فيجب العمل بشكل مستمر على تقليص حجم الكتلة النقدية قيد التداول عن طريق عملية امتصاص منظمة وهذه لها خطوات كثيرة متعددة والتي منها الترغيب بالتعامل والتداول بالأسهم والسندات في اسواق الأوراق المالية لتساعد على امتصاص جزء من الكتلة النقدية باتجاه تنشيط أسواق الأوراق المالية والمساعدة في تجزئة التضخم النقدي.
الجانب الثالث:
بالنسبة لعامة الأفراد فمن المهم دراسة العوائد المستثمرة بشكل جدي ... وتنويعها في المجالات الاستثمارية المختلفة والمدروسة دراسة عميقة ..لان أي سيولة معلقة لاتعتبر مكسب بل خسارة يومية تسجل على صاحبها .. وقد يكون له العذر بعض الشىء نتيجة لضيق قنوات الاستثمار في بلد ما .. او لعوامل اخرى معتبرة .
وختاما فاننا في حاجة ماسة الى رفع درجة الوعي في ثقافاتنا الشرائية..كما هي الاستثمارية للحفاظ على مدخراتنا واستثمارها بالشكل الأمثل .. من اجل ان نعمل على الحد من هذا الهاجس المقلق.
تحية وتقدير لكم بالقراءه.
البعض منا قد لايعير هذا الامر اهتماما بالغا.. ولكن كون ان هذا الجانب يمس عنصر هاما في حياتنا المادية .. لذا رغبت ان انبه اخواني المستثمرين الكرام الى اهمية إعادة وضعه بعين الاعتبار في مفكرتنا اليومية .
إن إرتفاع الأسعار في السلع بصفة عامة تتناسب عكسيا مع القيمة النقدية .. فكلما ارتفعت الأسعار كلما ضعفت القيمة النقدية .. والواقع الذي تعيشه اغلب المجتمعات هو الارتفاع النسبي للأسعار عاما بعد عام ... لقد أصبحت معظم السلع الضرورية والكمالية تستهلك منا عملة نقدية مضاعفة عما كان عليه في الأعوام السابقة.. وهذا بحد ذاته أمر خطير يؤدى إلى رفع مستوى الفقر في الدول التي لاتعمل جاهدة على حفظ وتوازن أسعارها . وخصوصا في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية والتي من اهمها اسعار النفط.. على الرغم من انها ليست المحرك الوحيد والحقيقي للتضخم.
كيف نتنبه؟
المستثمر الذي ربط أمواله لفترة طويلة بعائد يراه من وجهة نظره انه مقبولا لديه وقت بداية الاستثمار، أصبح خاسرا، ليس بسبب سوء اختياره لقناة الاستثمار، بل لأن عاملا آخر وهو التضخم قد قضى على قدر كبير من قيمة استثماره. وخصوصا إذا كان هذا العائد ضعيف او لايمثل القيمة الحقيقة المثلى لحجم رأس المال المستثمر .. هذه حقيقة يجب الانتباه لها جيدا ..
والتضخم المقبول والمعقول قد لا يتجاوز نصفا في المائة أو واحدا في المائة في العام، عندما يكون الوضع الاقتصادي للبلد سليما وصحيحا. علما بأن تضخما في حدود 1-2% لا يمكن اعتباره نذير سوء، ولكن في حالة تجاوز معدل التضخم لهذا المعدل فإن هذا يعني وجود خلل اقتصادي كبير. ففي آخر نشرة للرابطة الأمريكية لاقتصاد الأعمال قدرت نسبة التضخم المتوقعة لعام 2004 بنسبة 2.5 وإذا صحت هذه التقديرات فستشكل قفزة كبيرة من النسبة المسجلة عام 2003 والتي وصلت إلى 1.9 وستكون الأعلى منذ الرقم القياسي الذي سجل عام 2000 وكان 3.4 بالمائة.
علاج التضخم:
الجانب الاول
تعمل الدول ذات الاقتصاد الحر والقوي على متابعة مؤشرات الأسعار لمعرفة التضخم ومقداره ومنشئه، ومن هنا يبدأ العلاج. وتتخذ الدول الرأسمالية معدل الفائدة وسيلة للحد من التضخم، فتتعامل بمعدل الفائدة بالزيادة أو النقصان لكي تعالج التضخم، فعندما يكون هناك علامات تضخم بدأت في الظهور، فإن البنك المركزي يعمل على زيادة نسبة الفائدة، والحكمة من ذلك هو الرغبة في سحب الأموال من السوق وتوجيهها إلى عملية توفير أو استثمار، فعندما تكون أسعار الفائدة عالية فإن الإغراء في الاستثمار سيرتفع لكبر الفائدة العائدة على المستثمر. عموما لابد من الاخذ في عين الاعتبار ردود أفعال السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية.
الجانب الثاني:
على النطاق المحلي فيجب العمل بشكل مستمر على تقليص حجم الكتلة النقدية قيد التداول عن طريق عملية امتصاص منظمة وهذه لها خطوات كثيرة متعددة والتي منها الترغيب بالتعامل والتداول بالأسهم والسندات في اسواق الأوراق المالية لتساعد على امتصاص جزء من الكتلة النقدية باتجاه تنشيط أسواق الأوراق المالية والمساعدة في تجزئة التضخم النقدي.
الجانب الثالث:
بالنسبة لعامة الأفراد فمن المهم دراسة العوائد المستثمرة بشكل جدي ... وتنويعها في المجالات الاستثمارية المختلفة والمدروسة دراسة عميقة ..لان أي سيولة معلقة لاتعتبر مكسب بل خسارة يومية تسجل على صاحبها .. وقد يكون له العذر بعض الشىء نتيجة لضيق قنوات الاستثمار في بلد ما .. او لعوامل اخرى معتبرة .
وختاما فاننا في حاجة ماسة الى رفع درجة الوعي في ثقافاتنا الشرائية..كما هي الاستثمارية للحفاظ على مدخراتنا واستثمارها بالشكل الأمثل .. من اجل ان نعمل على الحد من هذا الهاجس المقلق.
تحية وتقدير لكم بالقراءه.