الملخص :
يزخر القرآن الكريم بعديد من الإشارات إلي التعاليم الأخلاقية الإسلامية النفسية ودورها في حماية الفرد والمجتمع ويبين هذا البحث كيف أن البرنامج اليومي للمسلمين يقيهم من الأمراض العصبية والنفسية فهو يتحدث عن اختيار الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة وعن الزواج المبكر يعد النضج النفسي وتحريم الخطيئة والمساواة في معاملة الأبناء واللعب معهم والعناية بكبار السن .
ويناقش هذا البحث تأثير البرنامج الإسلامي اليومي وكيف أنه يحول دون المرض النفسي فهو يؤكد علي الاستيقاظ المبكر وأداء الصلاة في مواقيتها في المسجد واعتراف الشخص بخطاياه والثقة بالله والإلمام بالطبيعة البشرية وبالمجتمع كما أنه يركز علي دور التعاليم الأخلاقية الإسلامية في محاربة المشاكل النفسية الاجتماعية كما أنه يتحدث عن خصائص الطبيب النفسي وصفاته .
مقدمة :
الإسلام ليس مجموعة من العقائد فقط ولكنه أسلوب حياة يهدف إلى سعادة الفرد والجماعة ولذلك فان التعاليم الأخلاقية الإسلامية تشكل جوهر الشعائر الإسلامية اليومية وتسمح هذه التعاليم للمسلمين بأن يعيشوا في سلام وانسجام مع الحياة ويقول القرآن الكريم عن الرسول " يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ " ( الأعراف: 157)
وتنعكس هذه المبادئ علي حياة المسلم اليومية وتكثر في القرآن الإشارة لهذه التعاليم الأخلاقية التي يجب علي المسلمين إتباعها للعمل على سعادة الفرد والمجتمع .
أن هذه التعاليم الأخلاقية التي يؤيدها الإسلام تشمل حياة الفرد من فترة ما قبل الزواج حتى سن الكبر وهي بذلك تعمل كمرشد للمسلمين لكي يعيشوا حياة سعيدة مستقرة من مختلف الجوانب خاصة الجوانب النفسية.
التعاليم الأخلاقية الإسلامية وتأثيرها علي الحياة النفسية
1 - يحث الإسلام الرجال والنساء علي حسن اختيار شريك الحياة وقول الرسول في هذا الصدد "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ " ( رواه ابن ماجه في سننه ) وهذا تحذير من نقل الأمراض الوراثية .
2 - توصي تعاليم الإسلام الأخلاقية بالزواج المبكر وإذا تعذر ذلك فأنها توصي بالصبر والتحمل . ويخاطب الرسول الشباب بقوله : " حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ عَنْ عَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَلَى عَبْد ِاللَّهِ فَقَالَ عَبْد ُاللَّهِ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ( رواه الشيخان) .
3 - تهتم التعاليم الأخلاقية الإسلامية بالتوجه الرياضي للشباب بهدف امتصاص النشاط الزائد في فترة المراهقة ويؤكد النبي علي تربية الشباب بقوله :
" علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيــل " .
4 - تحرم التعاليم الأخلاقية الإسلامية ارتكاب الذنوب والزنا ويقول القرآن " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " (الاسراء: 32 ) وتعتبر هذه خطوة وقائية إيجابية ضد الأمراض التناسلية التي تؤدي للأمراض النفسية .